لعل أكثر ما يربك اي شركة هو شعور القائمين عليها بعبثية جهودهم وغالباً ما نجد أن هذا النوع من الشركات يفتقر لرؤية واستراتيجية واضحة.
من أهم ما تقوم به الشركات عند رسم استراتيجياتها هو تحديد موقعها بخارطة السوق وهنا علينا أن نميز بين الواقع والرأي الشخصي لأصحاب الشركة و محبيهم بمكانة الشركة الحقيقية في السوق، الحقيقة أن مكانة الشركة يقررها رأي عملائها بها و أطراف أخرى محايدة فمثلاً لو كانت شركة ما تنتج أفضل أنواع العصائر المعلبة ولكن قلة أو لا أحد يعترف بهذا إذاً فجودة منتجات هذه الشركة ضعيفة مهما كانت إذ أنها لم تحظ باعتراف المجتمع بجودتها.
ماهي خارطة السوق:
إن أفضل تعريف لخارطة السوق هو جملة إحداثية مقسمة لمربعات متساوية يقسمها لأربعة أجزاء متساوية محورين متعامدين يمثل أحدهما الجودة والثاني السعر حيث يشكّل الجانب الموجب من المحور الأول السعر المنافس والجانب السالب السعر غير المنافس، بينما تمثل الجودة العالية الجانب الموجب من المحور الثاني والجودة السيئة الجانب السالب منه.
كيف نحدد مكانة شركة على خارطة السوق:
لا شك أنه علينا حين نقرر أن نحدد مكانة شركة ما في السوق أن نتمتع بأقصى درجات الحيادية ثم نبحث عن المنتج المماثل الأعلى جودة والمتوسط الجودة والأقل جودة وندرج مواقع كل منهم على خارطة السوق حيث نشير لأفضل شركة من ناحية الجودة بنقطة على اعلى محور الجودة والمتوسطة بنقطة الصفر والسيئة بأخفض نقطة بمحور الجودة، ثم نبحث عن المنتج المماثل الأعلى سعراً والسعر المتوسط والسعر الأقل وندرج مواقعهم على خارطة السوق حيث يتم نشير لأرخص سعر بنقطة باعلى محور السعر المنافس والسعر المتوسط بنقطة الصفر والسعر الأغلى بأخفض نقطة بمحور السعر الغير منافس.
ثم نقوم بعمل استبيان حول رأي الزبائن بمنتجات الشركة التي نقوم بحديد مكانتها في السوق لنحدد مستواها بالنسبة للشركات الأخرى، وهنا علينا أن لا نغفل ثلاثة أمور تضاف لعامل الجودة وهي:
1- اسم الشركة.
2- خدمة ما بعد البيع.
3- الموقع الجغرافي للشركة "الشركات التي تقع بمواقع وأسواق فخمة يكون لها ميزة تؤخذ بعين الاعتبار".
بعد ظهور نتائج الاستبيان نقوم بتحدد موقع الشركة المدروسة من ناحية جودة منتجاتها وسمعتها على خارطة السوق التي سبق وأدرجنا عليها مواقع الشركات المنافسة ثم نقوم بإدراج موقع الشركة من ناحية السعر فيتحدد موقع الشركة التي نحدد بصدد دراستها.
إذا كان موقع الشركة في المربع الأخضر فالشركة بوضع جيد وكلما ارتفع موقعها كلما كانت بوضع أفضل.
إذا كان موقعها ضمن المربع الأحمر فالشركة بوضع سيئ جداً.
أما إذا كان موقع الشركة بأحد المربعين الزرق فالشركة عرجاء في خطر لأنها تستند على على أحد عوامل التفوق ومرورها بأي أزمة قد يقضي عليها.
فيصل العطري
