هل آن لنا نودع عصر الخصوصية؟
هل آن لنا نودع عصر الخصوصية؟
قد يبدو لغير المختص أن هذا المقال ضرباً من ضروب الخيال إذ لا يمكن أن يصدق المرء أن ما يبدو ذو مظهر برئ هو عبارة عن جهاز تنصت ومراقبة وتسجل.
تطورت صناعة شرائح الكاميرات والتسجيل والذواكر إضافة للبطاريات بشكل متسارع ومتزامن مما سمح بإنتاج أجهزة كانت تعتبر من الخيال إلا أن التقنيات الحديثة سمحت بإنتاج كاميرا وجهاز تسجيل وبطارية مدمجة ضمن جهاز واحد صغير للغاية قابل للحمل ، إلى هنا يبدو الأمر منطقياً ومقبولاً لكن يصعب على التصديق أن نرى جهازاً يستحيل الشك به إن من ناحية الحجم أو براءة المظهر "مفتاح سيارة ، زر جاكيت ، ميدالية.." هذا الجهاز قادراً على تسجيل الصوت والصورة بدقة جيدة لحوالي ساعتين متصلتين فوق بالإضافة لاحتواءه على بطارية عالية الأداء قابلة للشحن فهذا أمر يدعو للقلق.
لم يعد الإنسان قادراً على الـتأكد من بعده عن الرقابة المرئية مهما بلغ من الحنكة والدراية فأجهزة التنصت والمراقبة تم إخفاؤها بوسائل لا تخطر على البال ففي المكتب تم ابتكار:
ساعة مكتب بريئة.
ألة حاسبة
كرت تعريف
وفي الحياة العامة:
كرافة بريئة المظهر.
رز جاكيت عادي جداً ، أو حتى ساعة يد ، أو قلم.
علبة كوكولا ، أو باكيت لبان "علكة".
مفتاح سيارة.
ولاعة أو باكيت دخان.
حذاء ، أو حزام.
بادج "شعار" ، أو حتى نظارة بريئة.
حتى في غرفة الخلاء "الباثروم":
يمكن إخفاء كاميرا خلف الزجاج.
فرشاة أسنان برئية المظهر.
قامت دولة خليجية مشهود لها بالتفوق بمجال الأمن والانفتاح على العالم بمنع استيراد هذه الأنواع من الكاميرات ودفعت مبالغ طااائلة لتدريب كواردها على اكتشاف هذه الأجهزة فور مرورها بأجهزة السكانر لكنها تخلت تقريباً عن الفكرة حين وجدت أن التسارع الهائل بهذا المجال جعل من مدربيهم مفتشين فاشلين فاكتفت بسن عقوبات صارمة على متداوليها ومستخدميها.
بينما سمحت دولة أخرى متقدمة للغاية ، ببيع هذه المنتجات في الطرقات لكن الويل لمن يحاول استخدامها بأمر غير قانوني.
تقنياً سمحت عدسات Pinhole بالحصول على صورة مقبولة من خلال ثقب صغير للغاية "1.5مم" ، كما سمحت الشرائح الحديثة بالحصول على أجهزة تسجيل مدمجة بشريحة واحدة ترتبط بكرت ذاكرة صغير وتمدهم بطارية ليثيوم بالطاقة ، لكن يبقى السؤال الأخطر إذا كانت الأمثلة السابقة متاحة للعموم فماذا بجعة الدول وأجهزة استخباراتها؟
لم يبق بعد هذا السؤال إلا أن نودع خصوصينا إلى الأبد ففي عالم كهذا أصبحت قدرتنا على الهمس بأمان أمر مشكوك به.
المقال القادم هل أنت أمن لو همست بإذن صديق أو حدثت نفسك بغرفة زجاجية مغلقة؟
"هناك من يسمعك تهمس!!"
فيصل العطري - سبق نشره بمجلة الرقميات