منذ أيام يشهد العالم معركةً بين إدارة ترامب وشركة 3M الأمريكية العملاقة التي تصنع أقنعة وقفازات لإجبارها بقوة قانون الإنتاج الدفاعي أن يشحنوا انتاج مصانعهم في الصين وسينغافورة وباقي العالم للولايات المتحدة حصراً بدلاً من اسواق اخرى في أوربا و اسيا وغيرها.
وتشهد بعض دول العالم الأول منذ اسابيع حرباً لم تعد خفية لتأمين احتياجاتهم من الإمداد الطبية اللازمة لمواجهة مرض كورونا ففي هذا السياق قال مسؤولين فرنسيين أن شحناتهم القادمة من الصين من الأقنعة والقفازات جرى اختطافها من قبل عملاء أمريكيين دفعوا للموردين الصينيين ثلاثة أو أربعة أضعاف السعر المتفق عليه وتم تحويل هذه الشحنات لأمريكا.
في حين قال حاكم منطقة SUD بأكثر من مقابلة أن الولايات المتحدة اشترت شحنات قادمة لفرنسا مقابل إغراء البائع بمبالغ أكبر، وإن الطائرة التي كانت ستتجه لفرنسا ذهبت للولايات المتحدة بعد أن دفع الأمريكيين أضعاف السعر على مدرج الطائرة.
رئيس منطقة Grand Est الفرنسية قال نفس الكلام لشبكة راديو RTL الفرنسية وأن هناك معركةً يومية لتأمين الطلبات، وأن الأمريكيين يصلون لمدرج الطائرة ويدفعون أضعاف السعر للشحنات اللي تعاقدنا عليها، وبالتالي يجب أن نقاتل لتأمين هذه الإمدادات... وقال رئيس منطقة Île-de-France كلاماً مشابهاً.
لم يتضح من هؤلاء العملاء الأمريكيين وهل هم تابعين لكيان تجاري أم أنهم يتبعون كياناً حكومياً أو فيدرالياً؟!!!
قال رئيس الوزراء الفرنسي إن تأمين استلام الطلبيات أصبح صعباً للغاية بسبب الطلب الهائل لهذه الإمدادات القادمة من الصين لأوربا والولايات المتحدة والعالم.
وعلّق وزير الصحة الألماني أيضاً باسلوب أكثر ديبلوماسية على تقارير إعلامية تتحدث عن استيلاء الولايات المتحدة على شحنات لولاية بيرلين قائلاً:
لا ندري مدى صحة هذا الكلام ولكنها ليست المرة الأولى التي ترى بها تقاريراً تتحدث عن أشياء مشابه، وقد يعود السبب لازدياد الطلب حالياً.
ولعل أسوأ ما صدر من تصريحات كان من الرئيس ترامب الذي قال:
(لا نريد لدول أخرى أن تحصل على ما نحتاجه من أقنعة، ولكم أن تسموا ما سيحصل بالانتقام إن لم نأخذ ما نريد).
تشكيلة من الأقنعة للسيدات والبنات والأطفال اضغط للاطلاع
وقد سبق أن قامت التشيك بمصادرة شحنة المعدات الطبية و680 ألف كمامة متجهة من الصين لإيطاليا و وزعتها على مشافيها.
كما احتجزت تركيا شحنة من الأقنعة كانت قادمة من الصين لأسبانيا ما دفع بوزير الخارجية التركي إلى إجراء اتصال متلفز مع نظيرته الإسبانية، جونزاليس لايا، نفى خلاله التهم الموجهة لبلاده بهذا الخصوص.
كانت إيطاليا قد اتهمت بسرقة شحنة مواد كحولية كانت بطريقها لتونس.
وحسب شبكة سي إن إن: قامت الولايات المتحدة باعتراض مسار شحنة تحمل 200 ألف كمامة، كانت متجهة إلى ألمانيا، وتحويلها لاستخدامها الخاص، في خطوة أدينت بوصفها "قرصنة حديثة".
وكان وزير داخلية ولاية برلين، أندرياس جيزيل، أعلن أن شحنة الكمامات من نوع "إف إف بي2-"، التي تقي من يرتديها خطر الإصابة بفيروس كورونا، كانت مخصصة لشرطة برلين وأنها صودرت في بانكوك بناء على تحريض أمريكي وقال جيزيل: ليست هذه الطريقة التي يتعامل بها مع الشركاء عبر الأطلسي، حتى في أوقات الأزمات العالمية، يجب ألا تتبع طرق الغرب المتوحشة..
السؤال الذي يطرح نفسه إذا كانت أقوى و أرقى دول العالم تتصرف بهذا الشكل الهمجي فلا شك أن القدرة الإلهية وحدها التي تسيّر وتتحكم ببلادنا
فيصل العطري
خاص أي تو زد