التفكير خارج الصندوق
وردني أكثر من سؤال خجول عن معنى عبارة التفكير خارج الصندوق التي ترد بمنشوراتي، سأقدم أدناه ملخصات لقصص نجاح حقيقية لتوضيح المعنى ثم أشرح الأمر بشكله العلمي:
أولاً- في الحرب العالمية الثانية وبسبب نقص الموارد لم يتمكن صانع الشوكولا الشهير ميشيل فيريرو من الحصول على ما يكفي من الشوكولا.
فأضاف لها حبة بندق كاملة وصنع الشوكولا الشهيرة فيريرو روشيه، أي أنه أضاف حبة البندق بغرض توفير الشوكولا وليس بغرض توفير المال.
(هنا فكّر ميشيل فيريرو خارج الصندوق وبدلاً من اللجوء لغش منتجاته قام بابتكار منتج جديد أضاف له حبة البندق الطبيعية التي يقارب ثمنها ثمن الشوكولا التي سيوفرها وبهذا تخلص من أزمة نقص الشوكولا وأعطى العميل منتجاً جديداً ومميزاً).
ثانياً- حدث في الماضي نقص بالفستق الحلبي في سورية فتأثرت صناعة الحلويات ومن ضمنها حلوى المبرومة بالفستق التي تستهلك كمية كبيرة من الفستق فقام أصحاب محلات الحلويات بإضافة طبقة من القشطة بحيث تقلل من كمية الفستق اللازمة وأطلقوا منتجاً جديداً أطلقوا عليه مغشوشة.
(هنا نجد أنهم فكروا خارج الصندوق فبدلاً من أن يقوموا بغش المبرومة قاموا بإضافة القشطة التي كانت قيمتها قريبة لقيمة الفستق الحلبي وبهذا أنتجوا منتجاً جديداً لازال يعيش حتى اليوم وله محبيه).
نحن بحاجة لتعريف التفكير ضمن الصندوق لنعرف ما هو التفكير خارج الصندوق:
التفكير داخل الصندوق هو حصر التفكير بأطر أو نماذج فكرية معينة وتقييده بها ، عُرف هذا بالبارادايم Paradigm وتعني نموذج أو طابع.
إن وضع الفكر ضمن أطر محددة سيحد من مخليتنا ويقتل إبداعنا وقدرتنا على ابتكار الحلول غير العادية.
أمثلة:
1- هاري متخصص بفتح الخزائن تحداه أحدهم أن يفتح خزنته خلال ساعتين، ضحك هاري وقال سأفتحها بخمس دقائق ..
بدأ هاري بمحاولة فتح الخزنة، مضت ساعتين و يئس من فتح الخزنة واستند على بابها فانفتح..
فالباب كان مفتوحاً.
لقد قيد هاري تفكيره بإطار أن الباب مغلقاً وعجز عن تخيل أن يكون الباب مفتوحاً.
2- قصة الملك لويس الرابع عشر مع سجينه حيث قال الملك يوجد بزنزانتك منفذ لن اترك عليه حراسة فإن تمكنت من العثور عليه يمكنك الخروج وأنت حر، وإلا فالحراس سيأتون غداً لينفذوا بك حكم الإعدام.
قضى السجين ليلته بمحاولات وبوادر أمل تلوح له مرة هنا ومرة هناك لكنها تفشل في النهاية حتى اشرقت الشمس ووجد وجه الملك يطل عليه من الباب ضاحكاً قائلاً:
مالي أراك هنا؟!
السجين: كنت أظن انك صادقاً معي أيها الملك فأنا لم اترك بقعة في الجناح لم أحاول فيها، فأين المخرج الذي عنيته؟!
قال له الملك: لقد كنت صادقاً بالفعل فقد تركت باب السجن الرئيسي مغلقاً لكن دون أن أقفله.
(هنا السجين وضع نفسه بإطار البحث عن الأشياء الغريبة التي لا تخطر على بال ولم يتصور أن يكون الحل أقرب إليه مما يتخيل).
3- شاب اعتاد نسيان هاتفه وكثيراً ما وقع بمشاكل بسبب هذا..
كان يتحدث مع أحد عملائه وهو بادي الضيق أخيراً سأله العميل عن سر انزعاجه فأجابه أنه اضطر ليعود مسافة 35كم لمكتبه ليجلب جواله... فسأله العميل:
إذاً بم تتحدث معي الآن يا سيدي؟!!
(لقد استسلم الشاب مباشرة لنمطه الفكري بأنه نسي هاتفه كالمعتاد ولم يخطر بباله أنه يتحدث منه).
4- جون يملك سيارتين واحدة أوتوماتيك والأخرى بناقل سرعة عادي كانت بطارية السيارة الأوتوماتيك تتعطل في الأيام الباردة، وفي يوم بارد نزل ليقوم بتشغيلها ولكن عبثاً لم تعمل.
حضر خبير الشركة وما أن ضغط على زر الاقلاع حتى دارت وسط ذهول جون الذي أكد له لم تكن تدور وأنه حاول عبثاً تشغيلها فسأله الميكانيكي:
(هل ضغطت دعسة الفرام أثناء ضغط زر الإقلاع؟) "سيارات الأوتوماتيك لا تقلع إن لم تضغط دعسة الفرام".
(لقد سيطر نمط تفكير جون عليه وربط بين السيارة التي لم تقلع والطقس البارد وتجاربه السابقة بأن السيارة تتعطل بالطقس البارد).
يمكن تقسيم أنماط تفكير الناس لثلاث فئات:
المبدعون Shifters:
غالباً لا يحبون الجدل ويميلون لإثبات أرائهم بالطرق العملية أو بالمنطق.
أفضل ما يمكن عمله معهم هو التشجيع وإظهار الاحترام والتقدير ومحاورتهم بشكل محفز.
النمطيون Settler:
يقومون بعملهم بمنتهى الاتقان بناء على روتين حياتهم وأفكارهم القديمة التي لا يقبلون الجدل بها وغالباً لكنهم عاجزون عن رؤية ما هو خارج بارادايمهم، ومستعدون لإضاعة ساعات في سبيل إثبات وجهة نظرهم.
الروّادPioneers :
يمكن أن نطلق عليهم أنصار المبدعين و أوائل المؤمنين بهم فغالباً يتمتعون بمرونة عالية تجاه الأفكار الجديدة حتى إن خالفت ما كانوا يعتقدونه، يحقق الرواد معادلة صعبة هي اللحاق بدرب المبدع ودعمه وتشجيعه والاستفادة منه المبدع والاستفادة منه وعدم خسارة النمطي الذي يتقن عمله ويملك مهارات تثري العمل.
كيف تفكر خارج الصندوق؟
1- تعرّف على نمطك بالتفكير من خلال مراجعتك لتقاليدك وماضيك وعاداتك اليومية بطفولتك وشبابك، وحاول أن تفكر بعقول من حولك وتعّرف على طريقتهم بالتفكير فهي إن لم تساعدك بالتفكير كفيلة بتنويع مصادر إلهامك.
2- ابتعد عن التعميم واعلم أن هناك مسائل لها أكثر من حل صحيح ويجب أن تقنع نفسك بأنك إنسان يخطئ ويصيب، ودرّب نفسك على احترام الأخرين مهما اختلفت معهم.
3- لا تستسلم للبديهيات واطرح الأسئلة حول أكثر الأمور بساطة بحياتك.
4- نوّع مصادر معلوماتك واطلع على مصادر تتبنى آراء مختلفة عن أراءك فهذا كفيل على الأقل بإثراء حجتك.
5- الرائد الاقتصادي توم بيترز ينصح بالاطلاع على الأفكار السخيفة فبعضها يحمل بذور العبقرية.
6- لاتحكم بشكل مسبق أو بناء على ما تعرف ولا تتبنى أفكاراً مسبقة.
7- أطلق لخيالك العنان واستمتع بالمرح ، شاهد أفلام الخيال العلمي وأفلام كرتون فهي حقول ملئ بالخيال.
8- استعن بالأفكار التقليدية واضف عليها عليها أفكاراً جديدة ولا تخش من التغيير أو خوض التجارب الجديدة.
دروس مستفادة
الحاجة أم الاختراع: من مبدأ الحاجة، استطاع ميشيل فيريرو والسوريون أن يبتكروا منتجات جديدة.
السعي المتواصل: لا يوجد بحياة رائد الأعمال نقطة توقف بل محطات متتالية.
لا تعش في الماضي: واصنع لنفسك أنماط تفكير جديدة واترك خيالك يحلق بعيداً.
الشغف: رائد الأعمال محكوم بالشغف بتقديم الأفضل.
فيصل العطري
#البارادايم
#خارج_الصندوق
#التفكير_خارج_الصندوق
مواضيع ذات صلة:
1- كيف تستثمر بالاستيراد من الصين بمبلغ قليل
2- كيف تستورد من الصين دون أن تتعرض للاحتيال
5- مشاريع تنموية (زراعية - صناعية - تجارية)
6- كيف تجني المال من العملات الإلكترونية؟
8- اكسب ود عملائك لزيادة مبيعاتك
10-كيف تؤثر صفحات التواصل على عملك
قد يعجبك أيضاً:
3-إيجاد أفضل المصادر للمصانع من الصين
