الإعلام مقابل الإعلان

الإعلام والإعلان وهذا الخيط الرفيع
يخلط كثير من الناس بين الإعلام والإعلان وقد يذهب بعضهم لاعتبارها شيئ واحد وهذا غير صحيح بالطبع.
لكي نجعل الأمر أوضح علينا أن نقدّم تعريفاً للإعلام وأخر للإعلان ونسلط الضوء على المساحة بينهما.

الإعلام: هو أي وسيلة تنشر أخباراً ومعلوماتاً لجمهور محدد أو لعموم الناس سواء بشكل مجاني أو مأجور ويطلق على المؤسسات أو الجهات التي تقوم بعمليات النشر (المؤسسات الإعلامية) و وسائلها (وسائل الإعلام)، وللإعلام أنوع عديدة منها المكتوب والمسموع والمرئي.
انتبه الساسة لدور الإعلام مبكراً فقد كان الوسيلة الوحيدة تقريباً للتأثير بالعامة وإستثارة حميتهم لشحن الحروب ثم تضخم دور الإعلام مع تطور الحضارة وظهور وسائل إعلام متطورة كالصحف المطبوعة والراديو والتلفزيون لكن الانعطافة الكبرى بمفهوم الإعلام بدأت مع ظهور الستلايت و ازدادت حدة مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي التي سمحت لأي إنسان أن يملك منبره الخاص
(بالرغم أن هذه المنصات التي منحت مستخدميها مساحة هائلة من الحرية إلا أنها صادرت أرائهم بأمكان أخرى) وهذا يقودنا لنتيجة مفادها لا يوجد إعلام برئ ولا إعلام غير موجه فالإعلام "أي إعلام" أسير الإيديولوجيات التي تحكم مؤسسته أو بأسوأ الأحوال تخضع لها المؤسسة الإعلامية.
للإعلام قواعد وأسس تحكمه منذ القدم، تطورت هذه الوسائل واثر بها بقوة علم النفس الذي أنتج قواعد أكثر تطوراً للتحكم وتشكيل وعي الجماهير وكان من نتائج هذا ظهر علم صياغة الخبر أو المعلومة.

بعد أن تعرفنا على الإعلام لنتعرف على الإعلان.
الإعلان: هو عملية نشر معلومات بهدف التأثير بسلوك الجمهور (كأن يدفعه لانتخاب شخص أو شراء سلعة)، للإعلان وسائل عديدة منها المكتوب والمسموع والمرئي.
عرف الانسان مبكراً الاعلان فأول إعلان مكتشف تاريخياً على ورقة بردي يرجع لألف سنة قبل الميلاد حيث أعلن أمير مصري عن فقده لأحد عماله وعرض على من يجده مكافأة، ايضاً سجل المؤرخين بعض إعلانات مكتوبة بمدينة بومي الإيطالية.
في العالم العربي ظهر الشعر الإعلاني على يد مسكين الدارمي هو ربيعة بن عامر التميمي الذي اشتكى له تاجر عراقي من كساد الخمر (جمع خمار – وهو غطاء الوجه) ذات اللون الأسود  فنظم ( الدارمي ) بضع أبيات قال بمطلعها:

قل للمليحة فى الخمار الأسود --- ماذا فعـلت بـناســك مـتعبـــد
قد كان شــمر للصلاة ثـــيابــه --- حتى وقفـت له بباب المسجـد

-الى أخر الأبيات
فباع التاجر كل ما لديه من خُمر سود وسجل التاريخ العربي أول إعلان شعري بالتاريخ العربي.
للإعلان وسائل وطرق وهو علم متشعب ومعقد يشكل علم النفس أحد أركانه الرئيسية حيث يهتم بتحليل سلوك ونفسية الجمهور المستهدف واكتشاف أفضل الطرق للتأثير بسلوكه،
(نلاحظ أن الشاعر التميمي استخدم معرفته بالمرأة فكل النساء يعشقن الشعور بأنهم فاتنات قادرات على إغواء الرجال حتى المتدينين منهم وقد كان الشاعر مصيباً بوجهة نظره) ، الإعلام ليس مجرد أغنية أو فيديو فهذه الوسائل قد تحقق الانتشار لكنها لا تثمر لأن الإعلان الناجح هو الذي يخترق ساحة اللاوعي للجمهور ويؤثر بسلوكهم ويتحول لجزء من حياتهم "مثلاً تأثير إعلانات مارلبورو التي حملت صورة روبرت نوريس الذي عُرف برجل المارلبورو الذي دفع ملايين البشر للتدخين و لم يكن مدخناً وترك الإعلان عن السجائر لأنه شعر أنه نموذج سيئ لأطفاله".

في الإعلان يطلق على المعاني التي يحملها الإعلان (المحتوى الإعلاني) وعملية التسويق هي (التسويق بالمحتوى) وهنا علينا اختزال الكلام وتحميل المعاني المطلوبة للكلمات والصور بأبسط واقصر الطرق، في الإعلان والإعلام المدروس والموجه لا شي بلا معنى فالمعنى الذي لم تنجح باكتشافه اليوم ستجده حقيقة تعيشها غداً.
للإعلان طرق عديدة وكل منها تناسب احتياج وتحقق هدف و تستخدم وسائل، فالإعلان الانتخابي مثلاُ له وسائله المختلفة تماماً عن الإعلان التسويقي الذي سنتحدث عنه والذي يجب عند اتخاذ القرار بإنشاء إعلان تسويقي اتباع الخطوات الرئيسية التالية:
1-    تحديد الهدف من الإعلان: إن كان الهدف تسويقي علينا أن نميز بين نمطين من التسويق:
أ‌-    سلع عامة يستخدمها غالبية الناس: في السلع العامة من الأفضل تحقيق أعلى انتشار ممكن.
ب‌-    سلع أو خدمات خاصة يحتاجها جمهور ضيق: هنا يجب أن يتم استهداف الجمهور المعني مباشرة فالاعلان الذي سيوجه لـمليون شخص منهم 100ألف ضمن النطاق هو إعلان فاشل، أما لو توجه الإعلان لـ100الف فقط و وصل لـ 80الف ضمن النطاق فهو إعلان ناجح.
2-    تحديد الجمهور المستهدف: من المهم معرفة من هو الجمهور المستهدف فإذا كنت أعلن عن ألبسة فاخرة فمن العبث أن أعلن عنها بوسائل إعلان شعبية والعكس صحيح.
3-    تحديد وسائل الوصول للجمهور: بعد تحديد الجمهور المستهدف يجب تحديد أفضل الطرق للوصول لهذا الجمهور.
4-    تحديد أفضل الطرق لاستمالة الجمهور وكسب ودهم: يجب دراسة اهتمامات الجمهور المستهدف وتضمن أكثر اهتماماته بالإعلان بحيث تشكل مصيدة لإدخال الجمهور بقمع التسوق كأن تضع للسمكة طعماً لذيذاً فتعلق فتتمكن من اصطيادها، لذا فعلى الإعلان أن يكون جذاباً و من ضمن دائرة اهتمام الجمهور والأهم أن يشعر أن يشعر الجمهور أنه كفؤ لمناقشة هذا الإعلان.
بعد كل ماسبق علينا أن نعلم أن السمعة هي العامل الحقيقي بالتسويق فالخدمة الجيدة أو التقييم الإيجابي أفضل من أي إعلان فهما بلغت قوة الألة الإعلانية لا يمكنها أن تحارب السمعة السيئة إن لحقت المنتج لذا علينا أن نعرف كيف تؤثر صفحات التواصل بعملنا.
وأنت هل تتبع المعيار الصحيح بالإعلان؟

فيصل العطري خاص موقع أي تو زد
 

مواضيع ذات صلة:

1- كيف تستثمر بالاستيراد من الصين بمبلغ قليل

2- كيف تستورد من الصين دون أن تتعرض للاحتيال

3- الطريق إلى الخسارة

4- نحو تجارة إلكترونية ناجحة

5-  مشاريع تنموية (زراعية - صناعية - تجارية)

6- كيف تجني المال من العملات الإلكترونية؟

7- كيف تتسلل إلى السوق

8- اكسب ود عملائك لزيادة مبيعاتك

9- التفكير حارج الصندوق

10-كيف تؤثر صفحات التواصل على عملك

قد يعجبك أيضاً:

1-برنامج بزنيس بخطوة واحدة

2-مكتبك الافتراضي في الصين

3-إيجاد أفضل المصادر للمصانع من الصين

4-إبدأ مشروعك الصناعي باقل من عشرة ألاف دولار (عدة مشاريع صناعية لا يتجاوز رأسمالها 10000دولار أمريكي-ويوجد مشاريع تبدأ من 1500دولار).


 

 
 
زوار الصفحة: 10958